Breaking News

أما آن الأوان بعد؟؟

أما آن الأوان بعد؟؟


قومي و انفضي الغبار عنك ... و كيف صدقت أنّ الأميّ يستطيع نقد أديبة مثلك
أين و متى تعلم الكتابة .... حتى ينقد الأدباء ... بهذه الكلمات أسكتت نفسي الصارخة في جوف الليل .... قالتها بحرقة المحتضر

كانت تشكو إليّ عجزها ... و تتوسم فيّ الحكمة و الرشد الكافيين لنصحها .... لم ترد مواساة ... و إنما أرادت حلا ... و أنا أنظر لعينيها البراقتين ... الواسعتين الغارقتين في الدموع ... كانتت تنتظر الحل ... و يظهر عليها العزم أن لا ترحل دونه

لم تكن تشك للحظة ... أنني غارقة في نفس الحفرة ... وأنّ ما يحزنها ... قد أبكاني
وأن ما يِؤرقها ... هو همي الأزلي

ليس من عادتي أن أخيب ظن من يسألني ... صرت أفكر بالإجابة ... و كم يجب أن تكون منمقة لتعجبها ... وكي لا أسقط من نظرها ....باعتباري .... أنا أكثر من تعرفهم خبرة
بدليل أن لدي مدونة أكتب بها ... و لدي متابعون ... و الكل يثني على أسلوبي ...

لكن المشكلة أن الأسلوب موجود ... إنما الأفكار هي التي خانتني
أتراني أخبرها أنني كذلك ... مثلها أتعرض للنقد الجائر يوميا
أم تراني ... احكي لها كيف خرجت منتصرة من حربي ... لا يجوز أن أكذب ... لا زلت أتعرض للتنمر باسم الحب ... أو باسم الزواج ... ما عدت أدري

هل علي أن أعلمها كلمات تقولها ... أنا لا أوفر جهدا للقيام بأعمال البيت .... و أنني أقوم بأدواري الأخرى كما يجب ... فأنا مميزة في مهنتي ... و أم رائعة ... و مديرة مالية مميزة ... أصبر على عائلتك ... صبرا لا يليق إلا بالفرسان من أمثالي .... طباخة لا يشق لها غبار ... زوجة مبدعة ... فهل تلومني لأنني لا أنظف البيت كما يجب .... ليس عن تقاعس إنما لضيق وقت

هل عليها أن تقول له .....من ضربك على يدك لتربط مصيرك بمصيري ... ثم تسمح لنفسك أن تصحح هفواتي ... حركاتي و سكناتي ... من الذي أعطاك حقا ليس لك؟؟ ... أو أوهمك أنه يجوز لك ... أن تهينني باسم التصحيح ...

هل علي أن أنصحها بالذهاب لبيت أهلها ....و تركه و نقده .... حتى يصبح كالنار التي تأكل نفسها إن لم تجد ما تأكله ... و أن تعود لبيت عز ... يحبها كل من فيه .... و يرونها ممتازة .... و يحبونها دون شرط  أو نقد

هل طلب خادمة من زوجها ... سيكون حلا ... عن نفسي ....سيكون دليل فشل ... ليس بالنسبة لي ... فأنا أومن بالتخصص ... فما أتقنه لا تمتلكه غيري على هذا الكوكب .... فالله سبحانه و تعالى أخبرنا بتميزنا ....  كلّ بطريقته

هل علي أن أفصح أنني أعاني مم تعاني منه .... هل ستخبر الآخرين أن زوجي الذي يبدو مثالا للطيبة .... هو طيب فعلا ... لكن مع غيري ... لن يكون من المفيد لها أن تعرف ذلك ... و سيكون أسلوب فضح ... سأعاني منه وحدي

تنهدت و قلت ... إن كنت تريدين المواساة .... فلن تجدي من يفهمك مثلي 
و إن أردت النصيحة ... فإنني للأسف لا أملكها..

ليست هناك تعليقات