لست وحدك

من أصعب الأحاسيس .... إن لم يكن الأصعب على الإطلاق الوحدة ...  لا إحد سواك معك ... أنت فقط مع نفسك

منذ صغري و أنا أخاف الوحدة .... لا أتخيل أشباحا ... لا أهاب البقاء وحيدة في البيت  ولكن أرتعب من فكرة أن يقف الناس كلهم صفا واحدا و يتركونني في الصف المقابل ..  لا أحب أن أحصل على علامة كاملة في إختبار  .... حصل فيه الكل على أدنى العلامات
في ذلك الوقت .. كنت أبكي وحدتي ... وأتخيل أمي تنظر إلي ... وأشكو لها ... أخبرها بما فعل الزمان بي .. كنت أستأنس بها ... و أحس أنها أكيد في صفي أنا

كبرت و زادت مخاوفي ... وما عاد بالإمكان أن أبكي بصوت عال ...كما كنت أفعل... وما عدت قادرة على التخيل ... لكن ظاهرة التنمر ... لازالت موجودة ... لم تختفي مع أيام المدرسة ... صار تنمرا من نوع آخر ... كان له ضحايا كثر ... يجعلك في عزلة و وحدة اضطرارية ... مخيفة

وحدة يفرضها عرقك ... فالكل يسأل من أي أصل أنت ؟ ... يقصدون بذلك من أي مدينة تنحدر؟ ... فقد كان القبائلي هو المستهدف بادئ الأمر ... ثم سكان سور الغزلان .. ثم معسكر ... ثم جيجل ... ولا ندري على من الدور... و الأسلم كي لا تظل وحيدا .... لا تقل من أين أنت؟؟ ↣😇

وحدة يفرضها الزواج .... بمجرد أن تتزوج ... يصبح إنتماءك لعائلة ... و إن كانت تحبك ... تعتبرك من جنس آخر ... لا تنتمي لهذا الكوكب ... وإن لم يحبوك ... فتلك الطامة ... فأبشر بوحدة مركبة 😒

وحدة تفرضها أفكارك ... فعالمنا تعود على النمط الواحد ... فإن فكرت بشكل مختلف ... فجهز نفسك لتعيش وحيدا ... أو أن تتطبع بأفكارهم .... و تصير مسخا ... شخصا مكررا ... و هكذا لن ترى أفكارك أو مشاريعك النور أبدا

بين وحدة مفروضة نخشاها .... وبروز و انتصار يبعد عنك كل الأحباب ... يظل الإختيار صعبا