الساحرة

الساحرة

بدايتي معها

تعرّفت على ريم و نحن في الثانوي ...  فتاة رقيقة جدا ... بمشاعر مرهفة ... لا يكاد صوتها يظهر و خصوصا في المواد العلمية .... فقد كانت لا تفقه شيئا فيها ... نفس المواد التي تجعل صوتي يعلو بالاجابات قبل أن يسبقني بها أحد

اقتربت مني ريم ... كيف تجدين حلول كل المشكلات الرياضية؟ ... أنا حتى المسائل المحلولة على دفاترنا .. لو طرحت علي مرة أخرى لن أذكرها

أجبت ... هذا هو السر ... تذكري تمارينك المحلولة سابقا

و صرت أدرسها كل ما سنحت لي الفرصة .. مع أننا في نفس الصف .. إلاّ أنني كنت أراها ضعيفة بجهلها ... فأردت تعليمها

كنت أرى ريم عادية جدا ... فلباسها يدل على حالهم المادية المتواضعة ... فقد كانت من عائلة فقيرة جدا ... و مع هذا فأنا الوحيدة التي تعرف ذلك ... أو لنقل الوحيدة التي زارت بيتهم ... فهي جدّ متحفظة عن كل ما يخص عائلتها ... بيتها ... إخوتها

مرحلة الثانوي هي أحد مراحل المراهقة .... على الأقل بالنسبة لي فقد كنت أصغر واحدة في صفي ... وكانت مسألة الظهور و التميز ... هي مسألة حياة أو موت ...

مع هذا ... احتفظت بريم كصديقة ملازمة لي ... فهي لم و لن تكون منافسة لي ... أقل مني مالا و جمالا و ذكاء ... وحتى جاذبية

لم يكن تكبرا مني بقدر ما هو لعب في المضمون ... كنت أضمن تميزي بجانبها ... و أحب رفقتي لها ... لأنها تتركني ألعب دور الأميرة .... ذلك الدور الذي أحب

سمحت لرفقتنا أن تتطور ... وصداقتنا أن تتبلور ... فلم نعد تلك الرفيقتان اللتان تدرسان الرياضيات معا ... إنما تلك الصديقتان اللتان تعرفان عن بعضهما أدق تفاصيل الحياة... متعاهدتان على أن نظل معا لآخر أيام حياتنا