Breaking News

الصورة الذاتية ... مرآة لنفوس عربية

هل حدث و أن زرت العائلة و تكلموا عن جمالك الأخاذ .... و الكل أكّد ذلك؟؟؟ و أنت الوحيدة التي أحسست أنها مجاملة .. بل تملق ... فأنت اليوم بالذات لست جميلة على الإطلاق ....
طبعا قد تحدث ... و لكن ماذا إن كانت تحدث طوال الوقت؟؟ 

هذه أحد الإشارات للنظرة الدونية للنفس ... أنك ترى نفسك أقل بكثير مما أنت عليه حقا .. أقل جمالا .. أقل معرفة .. أقل أخلاقا
قد يرجع هذا ... للتحقير أو السخرية أو كل معاملة سيئة في السبع سنوات الأولى من حياة الإنسان ...  فتكبر معه هذه العقدة ... بدرجات متفاوتة بين الأفراد ... 

صورتنا الذاتية مهمة ... لأنها لا تعكس فقط ذواتنا .... بل حتى نظرتنا لمن حولنا
فنظرة مارلين مونرو لنفسها ...... جعلتها تعرف كيف تتغنج و تتدلع على من حولها ... جعل  لها تفسيرات للواقع تتناسب مع ثقتها بنفسها ... 
أما زبيدة ... التي كان أخوها لا يترك حيوانا ..إلا و نعتها به ... وكلما سألت أمها 
هل أنا جميلة ؟؟
فتخفي الحقيقة خوفا عليها من أن تتربى و سمات التكبر بها
فتعيد السؤال بصيغة أخرى : أرجلي جميلة يا ماما؟؟
فتتخيلها و هي تلبس القصير و والدها يضربها ضربا مبرحا عندما تعود إلى المنزل بتلك الملابس ... فتخبرها أنها ليست جميلة على الإطلاق ... و أن لا تكرر هذا السؤال ... حتى لا تجرحها أكثر

أيتها الأم الفاضلة ... ربها جيدا على أصول دينها ... ولا تخافي أن تخبريها حقيقتها ...
ألم تخافي أن يخبرها غيرك أنها جميلة؟؟

كانت زبيدة متفوقة جدا في دروسها ... و نجحت في البكالوريا بامتياز ... و كأن لسانها حالها يقول : على الأقل أنا فالحة في شيئ ...
الكثير أخبروا زبيدة أنها لوحة فنية ... و أنها قطعة نادرة ... كانت تبتسم في حياء ... و تقول في نفسها ... أفهم أنهم يعزونني ... فمن تحبني أكثر من نفسها ... تراني قبيحة..

جاء زبيدة خاطب ... عائلته متواضعة ... لكن أنوفهم في السماء من الكبر .... طبعا والدة زبيدة لن تفوت فرصتها .... و لن تترك ابنتها حتى يفوتها قطار الزواج ... أخ زبيدة فرح به ... أصلا وجود أخته في البيت يقلقه ... و لولا والده لما وضعت رجلها في الجامعة..

زبيدة لم يكن لها إلا أن ترضى ... المهم أنه رضي بها ... و هي على قبحها.... المسكينة
كانت ترى عدم التكافؤ الجلي ... عاديا ... فقاعدة الستر هي الأهم ... وأي عيب سيداوى

تزوجت زبيدة ... وهي تعاني من معاملة أهل زوجها و زوجها ... ثم أولادها ... فالنظرة الدونية لنفسها ... جعلتها عرضة لكل أنواع الضغوط النفسية ... لم تعرف أن تتخلص من  معتقداتها .... ولا وفقت في بناء أسرتها ...

لحسن الحظ ... كان لزبيدة صديقة لم تتركها .... كباقي الصديقات ... فزوج زبيدة لم يكن يحبذ أن تلتقي زبيدة أحدا ... حتى زياراتها لبيت أهلها كانت محسوبة
فضمتها إلى مجموعة على الفايس ... تعطي دروسا في حب الذات ... بدأت تتدرج زبيدة معهم في الدروس ... وتفوقت في مجموعتها كالعادة

رجعت زبيدة من بيت زوجها هذه المرة بوجه جديد ... زوجها خاف من تغيرها ... فزاد الخناق .. لم تسخط و لم تبكي كالعادة ... كانت ثابتة و نظرتها واثقة
كان حبها لذاتها ... يعطيها وسائل جديدة لعيش حياتها بطريقة مختلفة ... علمت زوجها أن يحبها كأنها أميرة .... و صبرت على أذى حماتها و احتسبت الأجر ... فالله عوضها في اولادها خيرا .... و عرفت كيف تردّ الصاع صاعين لأخوات زوجها دون تجريح او سباب

هذه كانت زبيدة ... ماذا عنا نحن؟؟ كيف حال تقديرنا لذواتنا؟؟

ليست هناك تعليقات