لما لا نبدع ؟

هل تذكرون؟؟ ... كم كانت المخدات تنفعنا ونحن صغار... للهجوم على الإخوة المشاكسين ... أو للوقاية من الضرب ..😇 في حالة الأطفال الوديعين مثلي..
هل فيكم من إستعمل غطاء السرير .. كخيمة ... يحكي داخلها القصص .. لنفسه أو أخيه الصغير..
ألم تكن أدوات الزينة الأولى ... هي أقلام التلوين ..

كم كنّا مبدعين .... أين ذهبت كل تلك الأفكار الجنونية التي كانت تراودنا ؟؟
هل طمستها بيئتنا و عاداتنا و خياراتنا و تربيتنا؟؟

الإبداع هو فعل الأشياء المعتادة بطريقة غير معتادة ... لكن مدارسنا الحديثة تدعم نظرية القالب الواحد ... تجعل من الأطفال الصغار نسخة مكررة .. طفل هادئ يستمع إلى الدرس .. يعيد ما قاله الأستاذ ... و يحلّ تمارينه بطريقة الأستاذ

أذكر مرة ... و كنت أحفظ السور القصار قبل الدخول إلى المدرسة ...  ... طلبت منا الأستاذة أن نقرأ الآيات المكتوبة على السبورة ... فوجدت نفسي دون وعي ... أرددها بنفس الطريقة التي تعلمتها من معلّم القرآن ... فصرخت فيّ الأستاذة ... وقالت أنها آخر مرة أقرأ فيها ... سألت لما يا آنستي؟ ... قالت وهل علّمتك أن تقرئي هكذا؟؟
و نفذت الأستاذة وعيدها ... صدقوني لم أفهم حينها ما الخطب .. لكنني فهمت أنني لا يجب أن أخرج عن المألوف..

تشير إحدى الدراسات أن السائق وهوذاهب و راجع من عمله ... تراوده أربعة أفكار تصلح لتغيير عالمه .. لو عمل بها ... لكن لا أحد يفعل ... و لا أحد يتابع تنفيذ أفكاره
لأنه يظنّها من التراهات ... لكنها من الإبداع

تعلمون كم قضت فكرة المدونة في رأسي .. لزمها سنوات لتخرج إلى النور .. لما تقاعست؟؟ ... لا أعلم ... ربما أنتم مثلي ... لديكم  شخص في حياتكم يخبركم دوما ... أنكم لستم جيدين كفاية .... وأول يوم أكتب فيه ... تركت مهمة إحضار إبني من الروضة لزوجي ... لم أطل التفكير و إلا لكنت انتظرت سنة إضافية ...

مجرد تحدي ظروف حياتي و الكتابة لكم ... كان ضربا من الإبداع .... نوع من الخروج عن المألوف ... على الأقل بالنسبة لي ..
من منكم يخبرنا عن إبداعه في عمله؟؟