Breaking News

يوميات إمرأة

أمسكت أوراقي ... و قررت أن أكتب .... ثم ترددت قليلا... لا ... أولاْ عليّ أن انهي تعليق الغسيل ليجف  .... رجعت إلى طاولتي ... وأنا أتلفت حولي ... آه.. إنه وقت دواء خالتي ... ليس المشكل أن أناولها الدواء ... فهي لا تنسى دواءها مهما حصل .... لكن المشكلة ... أن الطبيب شدّد على وجوب تناوله وسط الأكل ...
قمت لأسخّن الأكل ... و لم أنسى أن أشوي قطعة لحم صغيرة .... لأضعها مع الطبق الخالي من اللحم ... فلما حضّرته بالأمس ... لم يكن عندي مال لشراء قطعة لحم
الخالة مشغولة بأكلها ... إنه أنسب وقت للكتابة ... وضعت القلم في يدي ... و ما كدت أفعل .... حتى إستيقظ إبني .... وضعته أمامي على الحصير ... وقطعة من الخبز بيده ...و نظرت في عينيه ... ماما ... تريد أن تكتب ... يا بطل
شرعت في الكتابة ... و لم يتبق إلا أسطر ... حتى بدأت خالتي تذكّرني بما علي فعله .... هل وضعت الغسيل بالغسالة ؟ هل أخرجته ليجف؟ هل غسلت الأطباق؟ 
لما كنت بعمرك ... كنت أول من تنهي أشغالها ... و تنيّم صغارها ... كنت الأحسن و الأفضل ..... تعلمين أن بنت فلانة تأخذ كل يوم والدتها في نزهة ... اييييه ... تلك بنت بارّة ... تلك مفخرة لأهلها
و انفجر إبني بالبكاء ... كان يصرخ بكل قوته ... رمى بقطعة الخبز ... ونظر إليّ ... وصوته لازال مدوّيا .... لم يظل إلاّ تصحيح ما كتبت ... لقد أنهيت ما عليّ ... تقريبا
بدأت خالتي بقائمة أخرى من الأوامر .... و طمأنتْ إبني قائلة :
تعال يا بنيّ ... لا تبكي ... فأمك ستنهي نشر الغسيل ... و غسل الأطباق و تأتي إليك
ذهبت إلى إبني لأحمله ... فأنا أعلم أنه يحتاجني ... 
سألتني خالتي ... ماذا كنت تفعلين؟ ... لما عليك أن تكتبي كلّ يوم ... أم أنك تلعبين
حملت إبني ... و قلت له : عليك أن تفخر بي ... وأن تعلم أنني أتخذ أحسن القرارات ... لا تلمني يوما ... أو تلم ظروفك .... فقط ثق بي .... فأنا أحتاجك مثلما تحتاجني .... أنا أكتب قصة حياتك عندما تكبر .... فقط ...... أحلم أن أكون مدبرة لآلاف البيوت غير بيتنا .... و أن أصير أما لملايين الأطفال غيرك .... إذا كففت عن البكاء .... فسأمسح الكثير من الدموع ....

هناك تعليق واحد: